رابعاً:المصطلحات الشائعة في التعبير عن الأزمة:
تختلف الأزمة بمجموعة مفاهيم إدارية أخرى أو بظواهر وهذا الاختلاط قد يؤدي غالباً إلى استنتاجات خاطئة فيما يتعلق بفهم طبيعة الأزمة والتخطيط للتعامل معها وتقليص آثارها ، وبالتالي معالجات إدارية غير سليمة ، ومن تلك المفاهيم: الحادث ، المشكلة ، الصراع والنزاع ، والكارثة.
أ-الحادث:
يعبر الحادث عن شيء مفاجيء غير متوقع تم بشكل سريع وانقضى أثره فور إتمامه ، ولا يكون له صفة الامتداد بعد حدوثه المفاجيء العنيف ، بلا تتلاشى آثاره مع تلاشي تداعيات الحدث ذاته ولا تستمر ، خاصة إذا لم تكن هناك ظروف أخرى دافعة لهذا الاستمرار في حين أن الأزمة قد تنجم عن الحادث ولكنها لا تمثله فعلاً وإنما تكون فقط إحدى نتائجه.
ب-المشكلة:
تعرف المشكلة بأنها عائق أو مانع يحول بين الفرد والهدف الذي يسعى إلى تحقيقه ، وتعبر المشكلة عن حدث له شواهد وأدلة تنذر بوقوعه بشكل تدريجي غير مفاجيء يجعل من السهولة إمكانية التوصل إلى أفضل حل بشأنها من بين عدة حلول ممكنة ، والمشكلة هي السبب لحالة غير مرغوب فيها ، وبالتالي يمكن أن تعمل بمثابة تعقيد للأزمة غذا اتخذت مساراً حاداً ومعقداً يصعب حساب أو توقع نتائجه بصورة دقيقة ، ويحتاج التعامل معها إلى سرعة كبيرة في اتخاذ القرارات والإجراءات وتحتاج المشكلة إلى التفكير والجهد المنظم للتعامل معها والقضاء عليها إلى جانب أن القدرة على تحمل الظروف التي تنتج عن المشكلة أو الأزمة مختلفة ، حيث أن الفرد أو المنظمة يمكن أن يتعاملوا مع المشكلة في فترات طويلة تمتد إلى أيام عديدة أما الأزمة فلا يمكن أن نتحمل تفاعلاتها وتأثيراتها المختلفة مدة طويلة.
يمكن القول أن لكل أزمة في حد ذاتها مشكلة تواجه متخذ القرار في الكيان الإداري ولكن بالطبع ليست كل مشكلة أزمة ن ويعبر مصطلح الأزمات عن المشكلات الحادة التي يشعر الفرد تجاهها بالانفصال والضغط الشديدين ، وأنها باستمرارها تشكل تهديداص لحياته ـ ولأمنه ولاستقراره ، ولأهدافه الأساسية في الحياة.
جــ-الصراع والنزاع:
يقترب مفهوم الصراع والنزاع من مفهوم الأزمة ، باعتبار أن بعض الأزمات تعبر عن تصارع إرادتين ، وتضاد مصالحهما ، وتعارضهما إلى أ نالصراع لا يكون بالغ الحدة وشديد التدمير كما هو الحال في الأزمات ، كما أنه قد يكون معروف أبعاده ، واتجاهاته وأطرافه وأهدفه في حين تكون مثل هذه المعلومات شبه مجهولة بالنسبة للأزمات.
يركز مفهوم الصراع على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد ، وتمهد العوامل التالية لظهور النزاع:-
- الاعتقاد في وجود النزاع سواء كان حقيقياً أو وهمياً حيث يمثل التصرف في هذه الحالة بالإدراك ويلعب دوراً أساسياً في وجود النزاع.
- يؤدي وجود تعارض في الأهداف أو المصالح أو التصرفات إلى التنزاع بين الأفراد والقيادات داخل الكيانات التنظيمية والاجتماعية المختلفة.
ويجد البعض في النزاعات بعض الجوانب الإيجابية التي يعمل على استغلالها مع اعترافه وإدراكه للجوانب السلبية ، مثل الحث على التغيير وتقييم القرارات والأداء وتشجيع الابتكار والإبداع وتنمية الموارد البشرية والمادية ووضع نظام قوي للوقاية من النتائج المدمرة للتنازع.
د-الكارثة:
يخلط البعض بين الكارثة والأزمة ، فرغم اتفاقهمها في كونهما موقفاً مفاجئاً إلى أن الكارثة تختلف عن الأزمة فيما ينتج عنها من خسائر فادحة قد تؤدي إلى التأثير السلبي المباشر على مصالح المؤسسة.
الكارثة هي حادثة مفجعة مأساوية تربك الحياة اليومية بشك بالغ وتوقع العديد من الخسائر المادية والبشرية ، وتحطم الموارد المحلية ، وتسبب مشكلات تمتد لفترات طويلة.